وسط أزمة إنسانية.. إيران ترحل مئات الآلاف من اللاجئين الأفغان قسراً

وسط أزمة إنسانية.. إيران ترحل مئات الآلاف من اللاجئين الأفغان قسراً
ترحيل اللاجئين الأفغان

تصاعدت وتيرة عمليات الترحيل القسري للاجئين الأفغان من إيران، ما فاقم من المعاناة الإنسانية في غرب أفغانستان، خاصة في ولاية هرات، التي استقبلت وحدها أكثر من 300 ألف عائد خلال أقل من أسبوعين.

عشرات الآلاف يُرحّلون يوميًا

شهدت ولاية هرات تدفقًا هائلًا للعائدين من إيران، بعد تصاعد التوترات الإقليمية، وخاصة عقب الحرب بين إيران وإسرائيل. وقال أحمد الله متقي، رئيس قسم الثقافة والإعلام في ولاية هرات في تصريحات صحفية الأحد، إن "أكثر من 300 ألف شخص عبروا من إيران إلى معبر إسلام قلعة خلال 12 يومًا فقط".

وأوضح متقي أن يوم الجمعة الماضي وحده شهد عودة 38 ألف شخص، بينهم 24 ألفًا تم ترحيلهم قسريًا من قبل السلطات الإيرانية، معظمهم من النساء والأطفال.

المفوضية تدق ناقوس الخطر

بدورها، أعربت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن قلقها العميق حيال تفاقم الأوضاع الإنسانية في أفغانستان، مشيرة إلى نفاد الموارد المتاحة لدعم العائدين من إيران، وقالت المفوضية في بيان: "فرقنا تبذل جهودًا حثيثة لتقديم المساعدة، إلا أن الموارد آخذة في النفاد. نحن بحاجة ماسة إلى دعم عاجل".

وأضافت المفوضية أن العودة الجماعية، سواء أكانت طوعية أو قسرية، وضعت البلاد في موقف حرج، خاصة في ظل نقص المأوى، والخدمات الصحية، ومياه الشرب، وفرص العمل.

تصاعد الإدانة الحقوقية

انتقدت منظمات حقوق الإنسان واللاجئين بشدة ممارسات إيران بحق اللاجئين الأفغان، ووصفتها بأنها مخالفة للقيم الإنسانية والمعايير الدولية. وندد ناشطون أفغان بما وصفوه بـ"الترحيل التعسفي"، بما في ذلك فصل الأطفال عن أسرهم في أثناء الترحيل، ما يزيد من خطر فقدانهم أو استغلالهم.

وتداولت وسائل إعلام محلية وناشطون لقطات تُظهر مواطنين إيرانيين في منطقة بلوشستان يقدمون الطعام والماء للاجئين المحتجزين داخل معسكرات الترحيل، ما يعكس الواقع الإنساني الصعب داخل الأراضي الإيرانية.

روايات مأساوية من العائدين

أكد العديد من اللاجئين العائدين من إيران، أن معاملتهم لم تكن إنسانية، مشيرين إلى أنهم تعرضوا للطرد رغم حيازتهم وثائق قانونية للإقامة. وقال بعضهم إنهم اُقتيدوا من أماكن عملهم أو من الشوارع، دون إبلاغ أو محاكمة، وتمت إعادتهم إلى أفغانستان في ظروف قاسية.

في حين حذّر ناشطون أفغان من تفشي ظاهرة الترحيل المنفصل للأطفال عن أهاليهم، ما يهدد بحدوث أزمة فقدان واسعة في ظل فوضى عمليات العودة الجماعية.

تستضيف إيران أحد أكبر أعداد اللاجئين الأفغان في العالم منذ عقود، ولكن عقب التوترات الجيوسياسية الأخيرة، خصوصًا بعد الحرب بين طهران وتل أبيب، بدأت إيران في تكثيف عمليات الترحيل القسري، وتشير إحصاءات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من 1.4 مليون لاجئ عادوا إلى أفغانستان منذ بداية العام الجاري، ما يزيد من الضغط على حكومة "طالبان" والمجتمع الإنساني في بلد يعاني أصلاً من الفقر، والبطالة، والانهيار الاقتصادي، وتدهور البنية التحتية بعد سنوات من الحرب والعقوبات الدولية.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية